غزة . . . ـ ـ ـ ـ هنا الرباط ــ ـبقلمي ..وتدور الكواكب السيارة..في فلكها السرمدي..وتسير الأرض إلى مثواها الأخير..
ويشيعها القمر حزينا.. ومتوجسا من كل تلك الأ قمار والأ فكار الاصطناعية..
التي تبث الصور عبر الأثير وتصنع الفرجة داخل المقاهي الشعبية،
حيث يحج من كل فج عميق مريدو الزوايا ..و"الطريقة" الهجومية ثلا تة.. أربعة.. ثلا تة..
فيتحلق الشباب ..والشياب حول الشاشة الملعونة بكل الآلوان، بسجائرهم الملفوفة بالهمٌ و "القرف"
وقليل من القطران، لمتابعة معارك هلامية.."لفوارس" عربية.."تجاهد" الريح في ساحات" الوغى"
هناك في سهول غانا الخضراء..دفاعا عن" الكرامة" العربية ..الممرغة في الاوحال منذ عهود..
حيث يمتطون صهوة الأوهام ..لمطاردة أحلام ورقية مزيفة وخوض مباريات مكثفة،
لجلب سعادة «مكيفة"، إلى كل الشعوب العربية..
وتتعالى الهمهمات والتأوهات.. فتختلط بدخان اللفافات و بزعيق معلق المباراة ...
..
أطلق الحكم العنان لصفارته معلنا عن نهاية التباري، لا غالب ولا مغلوب..وأطلق معها سراح الحشد الغفير
الذي ولى الأدبار ، بعد أن أدى" واجبه الوطني" واخذ جرعاته اليومية ،
من أفيون الشعوب الجديد، وأسدل الستار على فصل أخر من ملاحم الكوليزيوم العتيق..
انفض الجمع وبقيت وحدها المذيعة الجميلة،لقناة "الحريرة".. تعلن في حزن لايخلوا من تصنع
أن انتفاضة الأجنة في جنين ستشتعل مباشرة بعد نهاية انتفاضة الأطفال والرضع في غزة،
أخذت نفسا عميقا..من سيجارة شقراء أامريكية...وفكرت:
"-فلتنتفض كل الأجنة وكل الأرحام..في فلسطين..
اما نحن، فلنلبي النداء..عند كل لقاء،
ولنحشو سجائرنا..ولنعد الذخيرة...
حتى المباراة الأخيرة..